حمل كتاب شرح التلقين للإمام أبو عبد الله المازري
شرح كتاب التلقين للإمام المازري كتاب مهم في المذهب المالكي , فكتاب التلقين ألفه القاضي عبد الوهاب البغدادي , وهو من كبار علماء المالكية في المشرق الإسلامي , وقد انتهى إليه فقه المالكية في العراق , وأما شارح الكتاب فهو عبد اللله المازري أحد أعلام المدرسة المالكية في المغرب الإسلامي .
كتاب شرح التلقين من أهم الكتب الفقهية المؤلفة في المذهب المالكي , فهو نتاج إمامين جليلين في المذهب , وهو تزاوج مدرستين من مدارس الفقه المالكية , والإمام المازري هو أحد الأئمة الأربعة الذين عدهم الإمام خليل في مختصره ممن يحقق الفقه المالكي بعد المدونة , فهو يشير في مواضع من مختصره بقوله (( وبالقول )) , فإن قال (( وبالقول )) فهو يشير لقول الإمام المازري .
كتاب شرح التلقين للإمام المازري يأخذ بيد الفقيه أو طالب العلم إلى ربط الفروع بأصولها , ويفتح أمامه طرق التفقه ودقة النظر الفقهي في المسائل والأدلة الشرعية , فالإمام المازري متمكن من علم الأصول محقق فيه , ينظر إلى الفروع الفقهية ثم يحقق القول فيها , فتنتظم عنده الفروع الفقهية تحت ضوابط وقواعد إجمالية , وقد قال القاشي عياض والإمام ابن فرحون أن كتاب شرح التلقين ليس للمالكية مثله .
تنزيل كتاب شرح كتاب التلقين للإمام المازري كتاب التلقين للقاضي عبد الوهاب وشرحه هو للإمام أبو عبد الله المازري الأجزاء 1 - 2- 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 |
الأجزاء الثلاث الأول ممزوج في مجلد واحد , يحتوي الجزء الأول على الصلاة ومقدماتها ( الطهارة الإغتسال التيممي ... ) , وأما الجزء الرابع فيحتوي على السلم , الوكالة , الرهن , التولية , الشركة , بيوع الآجال , وأما الجزء الخامس فيحتوي على البيوع الفاسدة , الشروط في البيع , بيع الخيار , الرد بالعيب , بيع العهدة , وأم الجزء السادس فيحتوي على الموضوعات الوكالات , بيع الغائب والغرر , التجار إلى أرض الحرب , الصلح , الوديعة , وأما الجزء السابع فيحتوي على الموضعات الحوالة , الغصب والتعدي , وأما الجزء الثامن فيحتوي على الكتب التالية الإقرار , الحمالة , الإستحقاق , الرهن.
أما منهج الإمام المازري في شرحه كتاب التلقين فهي تعتمد على خمسة أسس وهي :
أولا : يقوم الإمام المتزري بنقل كلام القاضي عياض في المسألة من كتابه التلقين , فهو يقسم نص التلقين إلى وحدات , ثم يتبع هذه الوحدات بإيراد أسئلة قد تصل لعشرين سؤالا , ويتوسع في بعض الأحيان في الفروع المرتبطة بالنص المنقول عن القاضي عياض .
ثانيا : قد يعيد سؤالا سبق إيراده فيما مضى , ويعيد جوابه ويحيل عليه فيما مر من الكتاب .
ثالثا : بعضد إيراد الأسئلة وضبطها يبدأ المازري في الإجابة عليها بتعمق وبتأصيل , وهو يريد بذالك تمرين الطالب على التفقه , واكتساب ملكة النظر الفقهي , وقد يتوسع في المسألة من أجل ضبط الأحكام المرتبطة بها .
رابعا : لا يكتفي الإمام المازري في شرح كتاب التلقين على إيراد قول المالكية , بل إنه قد يعرج في كثير من الأحيان على قول غيرهم من المذاهب الفقهية .
خامسا : يجتهد كثيرا في ربط الأقوال بأدلتها , ثم يتولى ترجيح الرأي الذي يراه راجحا وفق تلك الأدلة التي قررها ولو كان مخالفا للمذهب المالكي .
لقد مزج المازري بين المدرستين المالكيتين العراقية والقروانية , فالمدرسة العراقية جعلت مسائل المدونة هي الأساس , ثم أخذوا يقيسون عليها وينصرونها بالأدلة الشرعية , ولم يعتموا بتصحيح الروايات ولا بمناقشة الألفاظ , بخلاف المدرسة القروانية , فقد اهتمت بتحرير ألفاظ المدونة وتصحيح الروايات عن الإمام مالك , وبيان وجوه الإحتمالات وتوجيه الإختلافات , فاهتمام المدرسة القيروانية بتتبع أقوال المذاهب الأخرى والنظر في أدلتها والموازنة بينها كان ضعيفا .
أما الإمام المازري فقد مزج بين المدرستين في شرحه على كتاب التلقين , فهو يتتبع المدونة في أقوالها ومسائلها وينقل عن أمهات كتب المذهب ويقارن بينها وبين المدونة , وهذا منهج أهل القيروان , ومن ناحية أخرى يورد الأدلة من الكتاب والسنة على المسائل ويعتني بالقواعد الأصولية وبربط الفروع المتشابهة والمتشعبة بعضها ببعض على طريقة المدرسة العراقية