المفهوم والمهام الكبرى والقضايا الرئيسية لعلم النفس التربوي
شهد مفهوم علم النفس التربوي تطورا كبيرا بداية من هذه الألفية , فمفهموه خلال سبعينيات القرن المنصرم كان متداخلا مع علم التربية العام , أما اليوم فأصبح لهذا العلم مهام متعلقة بالتدريس نتعرف على بعض من جوانبها وقضايا هذا العلم .
المفهوم والمهام الكبرى والقضايا الرئيسية لعلم النفس التربوي |
المفهوم الحديث لعلم النفس التربوي
علم النفس التربوي هو فرع من فروع علوم التربية الحديثة , فهو بذالك قد شمل تخصصات عديدة منها كفلسفة التربية وسوسولوجيا التربية وغيرها , كما أننا نجد فيه بعض ما غيب عنه سابقا , فهو اليوم يدرس المهام البيداغوجية والديدكتيكية , والأساليب المناسبة لبناء معارف وكفاءات المتعلم بناء جيدا .
لقد شهد علم النفس التربوي في هذا العصر نقلة نوعية , فقد أصبح مجالا رحبا للدراسات والتحاليل العلمية للظواهر المرتبطة بالوضعيات التربوية , سواء كانت هذه الظواهر شخصية أو نفسية أو فيزيولوجية نفسية أو لها ارتباط بحياة الجماعات . فمهامه ترتبط بالجزئيات التالية :
- يعتبر معينا جيدا لواضعي المناهج التربوية والتعليمية من أجل مقاربات نفسية مناسبة للمتعلمين
- تأهيل المتعلمين ليكونوا أكثر قابلية للتواصل مع المحيط الخارجي
- تحديد الوضعيات التربوية التي ينبغي الإهتمام بها , التي تحدد العلاقة بين المعلم والمتعلم والتغيرات على مستوى الفرد والمحيط .
قضايا المدرسة والمدرس : فيتناول المدرس من حيث المحفزات التي تجعله يؤدي مهامه بجد , وكذالك حاجاته وميولاته الأساسية , كما أنه يدرس طرق وأساليب المعلم في التواصل والتأثير في المتعلم , وأيضا مواصفاته ومواقفه من نفسه وغيره .
قضايا المتعلم : ويتم في هذا الموضوع دراسة حاجة المتعلم إلى العلم , وسلوكه اتجاه الشعب التعليمية والمواد التعلمية المختلفة , ودرجة نموه النفسي والذهني عبر مختلف الأطوار .
قضايا تتصل بالعلاقة : أي العلاقة بين المتعلم والمعلم وبالإدارة , بحيث يحاول دراسة السبل التي تجعل العلاقة بين هذه المكونات إيجابية من أجل تحقيق جودة في التعليم , ونتائج جيدة . وتسعى هذه الدراسات لجعل جو المدرسة مريح للتلميذ بحيث يحبذه على البيت والأسرة وغيرها من المرافق التي يعج بها الشارع .
المهام الكبرى لعلم النفس التربوي
مهام المعلم أو المدرس : يهتم علم النفس التربوي بمواصفات المدرس إلى جانب ذالك فهو يهتم بتحديد المهام المنوطة به , من خلال تزويده المتواصل بمستجدات هذا العلم , وأيضا ضرورة تزويده بالمعارف الكافية , ومعرفة ما يتعلق بالبيداغوجيا والديداكتيك ( تعليمية المادة ) . وأن يتحلى المدرس بقيم المجتمع وعاداته وتقاليده , واحترام ثقافته والإلتزام بالآداب والأخلاق الحسنة . ومد يد العون للتلاميذ والأولياء ومدرسين وإدارة . والإنضباط والإلتزام باحترام الوقت وضبط النفس فالمدرس قد يتعرض لمواقف تثير الأعصاب .
مهام الإدارة التربوية : يتعامل المدير مع المدرسين والمدرسات كمثابة أب له خيرته التي ينقلها إليهم , فمهمة المدير مهمة أساسية جدا في العملية التربوية , فينبغي أن يكون مؤهلا نفسيا وبدني وجسميا وعقليا للقيام بهذه المهمة , كما ينبغي عليه أن ينفتح على الوسط الإجتماعي الخارجي وفتح علاقات مع عدة أطراف لضمان إيجاد العون عند الوقوع في المشكلات , كما ينبغي له أن يكون مضطلعا بالمجالات التربوية والديداكتيكية ( التعليمية ) والتشريع المدرسي وغيرها مما يتعلق بالمنظومة التربوية , وينبغي أن يكون له القدرة على التواصل مع مختلف الأطراف .
مهام المتعلم : يصعب تحديد هذه المهام بالنسبة للمتعلم في مراحله الأولى , فالمدرسة والأسرة والشارع تلعب دورا هاما في توجيهه . فإقباله على الدراسة يرتبط بمكونات عديدة كالأصدقاء والإمكانيات الذهنية وغيرها .
مهام المنهاج الدراسي : يعبر المنهاج الدراسي عن السياسة المتبعة من قبل الدولة داخل المجتمع , فهو عبارة عن مجموعة من الأنشطة والتعلمات التي تصوغ الأهداف التربوية والغايات من التعليم التي وضعتها الدولة .
فخلاصة ما سبق أن علم النفس التربوي يهتم بالدرجة الأولى بالعلاقة بين المدرس والمتعلم , لكن هذين العنصرين ليسا في معزل عن باقي المؤثرات والتي من جملتها الأسرة , والإدارة والمناهج التعليمية وغيرها من المؤثرات , لذا فعلم النفس التربوي يهتم أيضا بهذه الجوانب .