تعرف على الخوارج حقيقتهم نشأتهم أصولهم
تعرف على الخوارج حقيقته نشأتهم أصولهم أوصافهم |
التعريف بالخوارج وأشهر أسمائهم .
- الإتجاه الأول وهم أصحاب التعريف السياسي , فهم يرون أن كل من خرج على الإمام المتفق عليه فهو خارجي , وممن قال بهذا القول الشهرستاني . وهذا التعريف عام يصدق على كل خارج على الإمام ولا يختص بفرقة الخوارج .
- الإتجاه الثاني وهو للإمام الأشعري فقد خصهم بمن خرج على علي رضي الله عنه , وزاد ابن حزم فجعل اسم الخارجي من خرج على الإمام علي أو شاركهم في اعتقاداتهم .
- الإتجاه الثالث : أنهم الخارجون بعد الإمام علي رضي الله عنه بدء بالأزارقة .
- الخروج بالسيف
- الدعوة إلى المعتقد
- خروجهم مخالف للشرع .
أما الدكتور ناصر العقل فقد عرف الخوارج بأنهم (( يكفرون بالمعاصي ويخرجون على أئمة المسلمين وجماعتهم )) , وهذا التعريف عام شامل لكل من خرج بالسيف على الإمام أو الجماعة , والدافع على ذالك عقيدته في التكفير بالذنوب , لذا فيندرج تحت هذا التعريف بعض من الفرق الأخرى كالرافضة فهم يكفرون بالمعصية وترى الخروج على الإمام وجماعة المسلمين .
والفرق بينهم وبين الخوارج الحرورية الأولى على هذا التعريف بعد اتفاقهم على الخروج والتكفير , أن هؤلاء يكفرون عليا وأولئك يوالونه , وبالتالي فإنه يمكن القول أن وصف طائفة بأنهم خوارج كحكم شرعي أنهم كل من خرج على الأئمة وجماعة المسلمين مكفرين لهم بذنب ارتكبوه , وأما تعريف الخوارج كفرقة مستقلة لها تاريخ ومنشأ , فإنهم أولئك الذين يكفرون بالذنب ويرون الخروج على الأئمة والجماعة ويتولون المحكمة الأولى , وسيأتي مزيد بيان هذا عند حديثنا عن أوصافهم الواردة في السنة النبوية , فهناك سوف يتحدد مفهوم الخوارج كفرقة أكثر من هذا ويكون أدق وأضبط .
- الخوارج : وهو أشهرها على الإطلاق , وهذا اللقب لا يأنفون في تسمية أنفسهم به , بل يعتبرونه مدحا لهم ويعتقدون أنه مأخوذ من الخروج جهادا في سبيل الله , فقد قال تعالى : (( وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللهِ )) , ويرون أن خروجهم على الإمام علي رضي الله عنه كان خروجا مشروعا , وقد أجمع علماء الفرق على تسميتهم بهذه التسمية باعتبار أنهم خارجون عن الإمام أو المسلمين أو عن الدين .
- الحرورية : نسبة للمكان الذين خرج فيه سلفهم الأوائل على علي رضي الله عنه , وهو موضع بالقرب من الكوفة , وقد جاءت هذه التسمية عن عائشة رضي الله عنها في قولها (( أحرورية أنت )) للمراة التي سألتها عن قضاء الصوم دون الصلاة أثناء الحيض .
- المارقة : وهي تسمية أطلقها عليهم خصومهم , يريدون من خلال هذه التسمية الإشارة إلى آحاديث المروق من الدين في وصفهم , ففي الحديث ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) .
- المحكمة : وهذه التسمية هي أول الأسماء التي أطلقت عليهم , وسببها إنكارهم للتحكيم بين علي ومعاوية رضي الله عنهم , ورفعهم لشعار (( لا حكم إلا لله )) .
نشأة الخوارج .
إختلف المؤرخون في تحديد نشأة الخوارج على آراء وهي :
الأول : أن نشأتهم كانت على عهد رسول الله , وأولهم هو ذو الخويصرة الذي بدأ الخروج باعتراضه على رسول الله في تقسيمه للفيئ , فقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم أثناء قسمته للفيئ (( أعدل يا رسول الله )) , وقد نزل فيه قول الله عز وجل (( ومنهم من يلمزك في الصدقات )) , وفي الحديث (( يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ )) .
الثاني : أنهم نشؤوا في الفتنة الأولى التي انتهت بقتل عثمان رضي الله عنه . وفي هذا نظر فهؤلاء قد خرجوا عن طاعة الإمام فعلا , ولكم لم يكونوا فرقة ذات طابع ديني لها أراؤها وأصولها وأقوالها , فهؤلاء بعدما قتلوا عثمان رضي الله عنه عادوا لصفوف المسلمين .
الثالث : نشؤا لما فارق طلحة والزبير عليا رضي الله عنه بعدما تمت له البيعة .
الرابع : نشؤوا بقيادة نافع ابن الأزرق في أواخر ولاية ابن زياد .
الخامس : وهو قول الغالبية العظمى من العلماء فهم يرون أن الخوارج هم من خرج على علي رضي الله عنه بعد حادثة التحكيم , فأول طائفة ظهرت منهم هم المحكمة الأولى أصحاب شعار لا حكم إلا لله , فهؤلاء كان خروجهم خاصا فقد كان له أثر فكري وعقائدي .
أوصاف الخوارج في نصوص السنة
لم يكون للخوارج مؤلفات خاصة كباقي الفرق , تعرف بها أصولهم وأوصافهم , ولكن بالعودة إلى النصوص الشرعية لتحديد مفهوم الخوارج , نجد أن النصوص لم تعينهم كطائفة بل قامت بوصف أفعالهم فحسب , وهذه الأوصاف تعددت إلا أنه يمكن تقسيمها لقسمين أوصاف لازمة وأوصاف غير لازمة .
- النوع الأول : التكفير بذنب غير مكفر .
- النوع الثاني : إستحلال القتل بذالك الذنب .
أوصاف الخوارج في السنة النبوية |
القسم الأول من أوصاف الخوارج أوصاف لازمة
قد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الوصفين من الأوصاف اللازمة في حديث واحد , فقال (( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام )) , فقوله (( يمرقون من الإسلام )) ذكر لأصلهم الأول فهم قد مرقوا من الدين , ثم اعتقدوا أن غيرهم هو المارق منه فكفروه , ومعنى يمرقون من الدين , أي يدخلون فيه ثم يخرجون منه ولم يحصلوا شيئا تماما كما يحدث للسهم إذا أصاب الفريسة , فإنه لن يعلق منه شيئ . وأما قوله (( يقتلون أهل الإسلام )) فهو الوصف الثاني اللازم لهم .
وقد كان السلف يعرفونهم بهذين الوصفين , فقد قال ميمون بن مهران (( أتدري مَا الحروري الأزرقي هُوَ الَّذِي إذا خالفت آيةً سماك كافراً، واستحل دمك )) .
والقول في الوصف الأول التكفير بغير مكفر أولى وأدق من قولنا التكفير بالذنب , فالنجدات وهي من فرق الخوارج تكفر بالإصرار على المعصية سواء كانت صغيرة أو كبيرة , ولا تكفر بمجرد الوقوع في الذنب صغيرا كان أو كبيرا , فهم يرون أن الإصرار على معصية ما جحود ينافي الإيمان , والصفرية تكفر مرتكب الكبيرة بعد إقامة الحد عليه وأما قبل إقامة الحد عليه فلا يكفر عندهم , ومن الخوارج من كفر بالمباح , فقد كفروا عليا بسبب التحكيم إعتقادا منهم أنه ذنب , وتحكيم الرجال في الصلح مباح فهؤلاء أخطؤوا في تفسير الذنب .
- الأول : أن بعضا من الفرق تكفر بغير مكفر ولكن لا تستحل الدم , كالمعتزلة فهم ينفون الإيمان عن الفاسق ولا يستحلون دمه , وقد كان بعض السلف يصفهم بالخوارج القعدة .
- الثاني : أن كل فرقة توصف بأعظم أصولها الظاهرة , لا بما يخفى وتشارك غيرها فيه , فالرافضة تكفر بغير مكفر وتستحل الدم , ولكن لا ينسبون للخوارج لأن لهم وصفا هو أظهر وألصق بهم وهو رفض الإسلام .
القسم الثاني من أوصاف الخوارج أوصاف غير لازمة .
(( دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، يُنْظَرُ فِي نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي رِصَافِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَضِيِّهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ ـ أَوْ قَالَ ثَدْيَيْهِ ـ مِثْلُ ثَدْىِ الْمَرْأَةِ ـ أَوْ قَالَ مِثْلُ الْبَضْعَةِ ـ تَدَرْدَرُ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ ))
فهذه الأوصاف التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم قصد لبيان زمان خروجهم , فهي قد اجتمعت في ذالك الزمان أما في غيره فقد يوجد بعضها وقد لا يوجد , وبعض من الأوصاف قد تكون أكثر ظهورا من غيرها في زمن دون زمن , ككثرة قراءة القرآن دون ان يبلغ تراقيهم , فهم يقرؤونه دون أن يفهموه فهما سليما .
ومن هذه الأوصاف من هي أوصاف جبلوا عليها كحدة الطبع , ومنها ما هي مباح كحلق الشعر , ومنها ما هو طاعة وعبادة كالصلاة وقراءة القرآن , فهذه أوصاف غير لازمة فقد تجد فيهم الأمي الذي لا يستطيع القراءة , وقد تجد فيهم من لا يكثر الصلاة .
- الخرسانية شرح عقيدة الرازيين عبد العزيز الطريفي
- الخوارج نشأتهم وصفاتهم وعقائدهم وأفكارهم علي محمد محمد الصلابي
- حركة الخوارج نشأتها تطورها إلى نهاية العهد الأموي لطيفة البكاي
- الخوارج تاريخهم وآراؤهم الإعتقادية وموقف الإسلام منها غالب بن علي عواجي
- الآراء الدينية عند الخوارج دراسة ونقد رواء محمود حسين
- موسوعة العقائد والفرق الإسلامية الدرر السنية مجموعة من الباحثين بإشراف السقاف