recent
أخبار ساخنة

تحميل كتاب نقض المنطق الإنتصار لأهل الأثر ابن تيمية

حمل كتاب نقض المنطق الإنتصار لأهل الأثر ابن تيمية


كتاب نقض المنطق الأرسطي لشيخ الإسلام ابن تيمية , كتاب يبرز جوانب عبقرية الرجل , ففي وقت فتن فيه العلماء بالمنطق الصوري برز الرجل بنظرته الناقدة , وهذا الكتاب قد ألفت حوله عدة بحوث أكاديمية أبرزها ما كتبته أنكه فون كوجلجلن في بحثها ( نقد ابن تيمية للمنطق الأرسطي ومشروعه المضاد )

ملمح تعريفي عن كتاب نقض المنطق خطوطه العريضة ابن تيمية
التعريف بكتاب نقض المنطق ابن تيمية

الكتاب في حقيقة أمره كان جوابا عن سؤال قدم للشيخ عن مذهب السلف في الإعتقاد , وأيضا عن مذهب غيرهم وأيهم هو الصواب , وما قوله في المنطق وما حكمه في الشرع , فكان هذا الكتاب الذي أخذ الذي هو أحد كتبيه في المنطق , فإن له كتابا أكبر حجما من هذا سماه (( الرد على المنطقيين )) , وكتابنا هذا لم يسمه الشيخ فسمي بتسميات أخرى منها (( الإنتصار لأهل الأثر )) .


ولما كان سؤال السائل يمكن إجماله في جزئيتين الأولى : عقيدة السلف والثانية المنطق الأرسطي , كان كتابه رحمه الله مقسما لقسمين , وقد استغرق القسم الأول ثلاثة أرباع الكتاب .


القسم الأول في بيان عقيدة السلف .


بدأ شيخ الإسلام حديثه في هذا الفصل ببيان اتباع ما كان عليه أصحاب رسول الله وأنه هو سبيل المؤمنين الذي تحرم مخالفته , ثم ذكر أن من سبيلهم في باب الصفات إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها , ثم أخذ في بيان أدلة هذا القول معرجا على ذكر أقوال الفقهاء كمالك والشافعي وسعيد بن جبير والحسن البصري وغيرهم من أئمة السلف .


ثم انتقل للحديث عن جزئية يذكرها الكثير من معاصريه وفيه انتقاص لمذهب السلف , فهم يقولون (( مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم )) , فبدأ الشيخ في بيان الخطإ الفاحش الذي تتضمنه هذه العبارة , فبين أن مذهبهم أسلم وأحكم وأعلم , وأن مذاهب غيرهم ممن خالفوهم هي الأحق بوصفها بالجهل والحشو . وذكر أن مذهب أهل الحديث هو الأعدل والأصوب بين المذاهب الأخرى . وقد عقد الشيخ كلاما يقارن فيه بين أهل الحديث وأهل الكلام , وأطال الحديث في هذا الجانب .


كان ممن ذكر عن أهل الكلام أنهم أكثر الناس إضطرابا في الأدلة وتناقضا في الآراء والمواقف , بخلاف أهل الحديث فهم أقل الناس اضطرابا وتناقضا , ويرد عن اتهام أهل الحديث بالتقليد وإنكار العقل بحجج بينة واضحة . ثم قال أن كل طائفة أو إمام إنما يحمد عند الأمة بحسب قربه وموافقته لأهل الحديث .


ثم أخذ شيخ الإسلام ابن تيمية يتحدث عن مناهج العلماء في التعامل مع كلام الله ورسوله ممن زاغ عن سبيل المسلمين , فبين أنهم ثلاث طوائف وهم : 

  • أهل التخييل وهؤلاء النبوة عندهم التخييل , والأشياء التي يذكرونها لا حقيقة لها بل هي خيالات فقط وهذا قول الفلاسفة والباطنية .
  • أهل التجهيل ويدعي هؤلاء أنهم اتباع السلف , فهم يقولون إن معان هذه الآيات غير معلومة , فلم يعلم رسول الله ولا أصحابه معانيها , وهؤلاء على عقيدة التفويض ويقولون أن السلف مفوضة .
  • أهل التأويل وهؤلاء قالوا إن لهذه الألفاظ معان غير هذه الظواهر , والشرع لم يبين لهنا هذه المعاني فلا بد أن نبحث عنها بالعقل , فاجتهدوا في تأويل هذه الألفاظ , وهؤلاء هم المتكلمون من الجهمية والمعتزلة وأتباعهم . وقد أفاض الشيخ في بيان معنى التأويل والفرق بين المصطلح عليه , وما جاء به القرآن أو ذكره السلف رضي الله عنهم .
ثم عقد المؤلف فصل للرد فيه عما زعمه الإمام العز ابن عبد السلام , أن مثبتة الصفات من أهل الحديث هم حشوية يتسترون بمذهب السلف , مبينا في ذالك معنى الكلمات التوحيد , التنزيه , التجسيم , التشبيه , ثم ينتقل إلى تفنيد كلام ابن الجوزي في رميه الحنابلة بالتجسيم .


فهذا أهم ما تضمنه الجزء الأول من كتاب نقض المنطق , فقد كان حافلا ببيان مذهب السلف في الإعتقاد , وتفنيد بعض ما قيل عمن أخذ بعقيدتهم .


القسم الثاني نقده للمنطق 


أصل هذا الجزء من الكتاب أنه جواب الشق الثاني من السؤال الذي وجه إليه , وهو هل تعلم المنطق فرض كفاية ؟ , فلما دخل المنطق الصوري إلى العالم الإسلامي , درسه العلماء وعرفوه وقاموا بشرحه كما أنهم درسوا بعضا من الآراء التي تنتقده كالرواقية , ومع ذالك فقد عرف موقف علماء الإسلامي إضطرابا وتباينا في تحديد الموقف منه .


وكان أشهر الذين قدسوا المنطق من علماء الإسلام هو الحجة أبي حامد الغزالي , بل إنه بالغ في الإعتداد به فجعله مقياسا للعلوم الدينية وغير الدينية وسماه (( القسطاس المستقيم )) , ودخل المنطق الأرسطي كثيرا من ميادين العلوم الإسلامية , فأصبحت ترى كثيرا من الجدليات الموجودة في تآليفهم مبنية على مسائل منطقية .


ومع ذالك فقد كان بعض من علماء المسلمين على النقيض من ذالك , رفضوه وقاموا بنقده وأشهر مقولاتهم فيهم (( من تمنطق تزندقة )) , وكان أشهر من تصدى لنقده والرد على أصحابه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبين هذا أحدهما .


بدأ شيخ الإسلام ابن تيمية حديثه عن المنطق بتفنيد قول من زعم أنه فرض كفاية , ذاكرا ذم علماء المسلمين له مستشهدا بالواقع أن كثيرا من العلماء في مختلف المجالات الدينية وغيرها كانوا لا يعرفونه , وقد كانت ردوده ترتكز على ركيزتين :

  • الأولى : العلاقة بين الحد والتصور فهل الحد يفيد إدراك الحقائق ( التصورات ) , وهل هذه التصورات لا يدرك إلا به .
  • الثانية : هل التصديق الذي هو الحكم على قضية ما لا يدرك إلا بالقياس .

بدأ حديثه عن النقطة الأولى ببيان فسادها بستة عشر وجها , فكان بذالك قد زاد خمسة أوجه عما ذكره في كتابه الآخر (( الرد على المنطقيين )) , وقد أعمل الرجل فكره وذهنه المتقد لنقد هذه الجزئية , وكان من أوجه النقد التي وججها إلى هذه العبارة أن المتكلمين بالحدود المنطقية هم القلة من الناس , فواضحها أرسطوا ثم اتبعه فيها بعض الناس , وقد كانت العلوم قبل أرسطوا وبعده وكثير من أهله لم يتعلم هذه الصنعة ولا تكلفوها في علومهم كالحساب والطب , ومع ذالك فقد احكموا هذه العلوم وفهموها .


وكان أبرز انتقاد وجهه ابن تيمية على ما يسمى الحد التام , الذي يقول عنه المناطقة أنه يتيح لنا تصور الماهية , فالحد التام يرتكز على مقدمتين فاسدتين وهما : 

  • التفريق بين الوجود والماهية 
  • التفريق بين الذاتيات واللوازم الذاتية , فقد اعتبر أن التفريق بينهما تحكم محض .

وبعد أن انهى ابن تيمية نقده للحدود انتقل لنقده للقياس لدى المناطقة فذكر في ذالك خمسة أوجه , فبين أن أكثر القياسات التي يتحدث عنها هؤلاء فطرية , وقد وجه انتقادين للمناطقة , الأول حول شروطه التي وضعوها بشأن عدد المقدمات ومضمونه , فقد تحتاج بعض الأقيسة إلى أكثر من مقدمة , وأيضا اعتبارهم أن القياس هو السبيل الوحيد لإدراك التصديقات .


وقد عاب ابن تيمية اعتبارهم قياس التمثيل أقل قوة وأقل دلالة من قياس الشمول , ويخلص ان اليقين لا يأتي من شكل القياس بل من محتواه . 


لقد تطرق ابن تيمية بصفة خاصة للقياس المنطقي في جانب الإلاهيات , ولذالك فإنه يطرح بديلا قرآنيا فإنه يرى أن القياس المنطقي ليس وحيدا في الإفضاء إلى المعلوم , بل قد يستدل بوجود شيئ على لزوم وجود شيئ آخر , وهو ما يطرحه القرآن الكريم بالتنبيه على الآيات , كما نبه أن القرآن يستعمل في المطالب الإلهية قياس الأولى لا قياس الشمول ولا قياس التمثيل .


منهج ابن تيمية في كتابه 


هذه بعض من الملامح التي تعطينا فكرة عامة عن منهجه في كتابه (( نقض المنطق )) , وإلا فإن كلاما يسير لا يمكن أن يلم بكل جزئية عن منهج الشيخ 

  • المسائل التي ذكرها في كتابه هذا تحدث عنها في مؤلفات عديدة , لذا فكثير منها تحدث عنها هنا دون إسهاب .
  • اللين في المحاورة مع المخالف والدب في نقده , والإنصاف في عرض رأي المخالف واتخاذ موقف منه .
  • الإعتراف بالنقص حتى وغن كان في جانب مذهبه , فهو يذكر ان بعضا من أهل الحديث يصيبه الغفلة وعدم الدقة في الفهم .
  • الإستشهاد بنصوص الكتاب والسنة والإكثار منها ما أمكن .
  • سعة إطلاعه على المذاهب من مختلف مشاربها , ومعرفته بأقوالهم وضبطه للمصطلحات والمفاهيم جيدا .
  • في كثير من الأحياء ينقل من حفظه .

google-playkhamsatmostaqltradent