كتاب رأي ابن عباس في تأويل النصوص المتشابهة في القرآن الكريم
كتاب رأي ابن عباس في تأويل النصوص المتشابهة في القرآن الكريم , كتاب يتعرض إلى واحدة من مسائل العقيدة الشائكة والتي كثر فيها الجدل والخوض , وافترقت فيها المسلمون طوائف وجماعات , وقد جاء هذا الكتاب نصرة لأحد هذه المذاهب التي تجيز تأويل الصفات الخبرية .
كتاب رأي ابن عباس في تأويل النصوص المتشابهة في القرآن الكريم هو عبارة عن بحث قدمه الطالب سالم أبو بكر سالم الهدار لنيل شهادة الدكتورة من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا قسم العلوم والبحوث الإسلامية , ويأتي اختيار ابن عباس رضي الله عنه في هذه الدراسة لما له من أهمية بالغة في تفسير القرآن الكريم فقد دعى لها النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعلمه الله عز وجل تأويل القرآن الكريم
كتاب رأي ابن عباس في تأويل النصوص المتشابهة في القرآن الكريم أصل هذا الكتاب بحث مقدم لنيل شهادة الدكتوراة في التفسير وعلوم القرآن قدمه الطالب سالم أبو بكر سالم الهدار تحميل الكتاب |
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة تناول فيه التعريف بابن عباس رضي الله عنهما , مكما تناول موقفه من الفرق الإسمية التي عايشها الخوارج والشعية والقدرية , ثم تطرق لدراسة المصطلحات الثلاث المهمة لمن يريد دراسة هذه المسائل وهي التفسير والتاويل والتفويض , وذكر معناها والفرق بينها وذكر أقوال المفسرين وأقوال اهم الفرق الإسلامية , وفي خضم هذا البحث تطرق لآية آل عمران ومعنى المتشابه ومعنى المحكم والوقف فيها وغيرها من المسائل المرتبطة بها .
ولقد تطرق المؤلف في كتابه رأي ابن عباس في تأويل النصوص المتشابهة إلى مسألة علاقة آيات الصفات بالمتشابه في القرآن الكريم , وقد ذكر أنها من المتشابه بوجه من الوجوه , ثم ذكر أن مذهب التفويض هو الراجح عند المفسرين .
وفي استعراضه لآراء الفرق الإسلامية وموقفها من آيات الصفات قال أن في المسألتين رأيين , الرأي الأول القائل بالتفويض , والرأي الثاني هو الرأي القائل بالتأويل , ثم قسم الرأي الأول - التفويض - إلى قسمين , وقد عرف التفويض بأنه عدم صرف اللفظ لمعنى آخر غير ظاهر منه , ثم ذكر ان المتأمل يجد هذا الصنف قد اختلف في معنى عدم الخوض ولذا انكر بعضهم على بعض , فمنهم من لا يخوض في معنى اللفظ مطلقا ويفوض المراد منه لله عز وجل فهم يكلون معنى اللفظ جملة وتفصيلا لله عز وجل , فهم يقولون أن الله عز وجل مستو على عرشه استواء لا نعلم معناه فهؤلاء مع تفويضهم للمعنى المراد منه ينفون عنه المعنى الذي يدل على المشابهة والتجسيم , وقد جعل هذا مذهب أكثر المتقدمين وجعله تفويض السلف .
وأما الفريق الثاني من مذهب اهل التفويض الذين لا يحملون معنى اللفظ على معنى غير ظاهر , فهؤلاء يثبتون اللفظ بالمعنى الحقيقي ويكلون علم ذالك المعنى لله عز وجل , فهو يقولون يد حقيقة ولكنها ليست كيد المخلوقين , ويقولون الله مستو على عرشه حقيقة ولا نعلم كيفية استوائه . وقد جعل المؤلف هذا القول هو قول المشبهة فإثبات المعنى الحقيقي للفظ مع تفويض الكيفية تشبيه عنده .
وأم الرأي الثاني في الموقف من الصفات وهو رأي المأولة , والتأويل صرف اللفظ عن معناه الظاهر لمعنى آخر محتمل , وقد قسم المصنف هذه الطائفة لقسمين , القسم الأول أول نصوص الصفات بمعاني قريبة من سياق الآيات ولم يأخذوا بالمعاني البعيدة للنصوص المتشابهة وقال أن هذا مذهب المتأخرين من الأشاعرة , وأما القسم الثاني ممن أول نصوص الصفات فهؤلاء أولها بتأويلات بعيدة لا يحتملها سياق الآيات , وهذا مذهب مرفوض عند جمهور العلماء .
وبعد هذه المقدمة بدأ المؤلف في الدخول لموضوع رسالة وهو موقف تأويل ابن عباس لآيات الصفات , وقد قسم المؤلف الروايات التي تروى عن ابن عباس في تأويل بعض من آيات الصفات لقسمين .
القسم الأول : روايات في تأويل الصفات الخبرية وقد قسم هذا القسم إلى أقسام بحسب الصفات , فذكر تأويله للصفات التالية ( الوجه , النفس , اليد , العين , الساق , الروح , الجنب , القبضة , اليمين , النور ) , وأما القسم الثاني فجعله خاصا بالصفات الفعلية , فذكر الصفات التالية ( الإستهزاء , القرب , المعية , الخداع , الإستواء , اللقاء , المجيئ والإتيان ) , وقد جعل كل صفة من هذه الصفات مسألة مستقلة ينقل فيها الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه يخرجها مع ذكر المصادر , ثم يختم المسألة بأقوال المفسرين فيها .