مصطلحات وأهم ركائز الجيل الثاني المقاربة بالكفاءات بيداغوجيا الإدماج
تتجه الكثير من الدول إلى اعتماد طريقة المقاربة بالكفاءات في عملية التدريس . وفي عملية الإصلاح الأخيرة تم تعديل المناهج إلى مناهج الجيل الثاني . فما هي المقاربة بالكفاءات وما هي اهدافها وما هي طرق تدريسها .
مصطلحات واهم ركائز الجيل الثاني المقاربة بالكفاءات |
مفهوم المقاربة بالكفاءات
يقصد بالمقاربة من حيث الإصطلاح خطة عمل يسير عليها المدرس للوصول بالمتعلم إلى هدف ما أو تحقيقه , ويقصد بالكفاءة التعليمية مجموعة المعارف والمهارات التي يكتسبها المتعلم . فالمقاربة بالكفاءات تكسب المتعلم القدرة لحل أي نشاط بتجنيد المهارت المكتسبة .
فمن اهم أهدافها تعويد المتعلم على توظيف مكتسباته لمعالجة المشاكل التي تعترضه سواء كانت تعليمية أم واقعية وفي مناهج الجيل الثاني يتم تفعيل هذه المقاربة عن طريق بيداغوجيا الإدماج والتي تتميز أساسا بخاصيتين :
1 . فالمعرفة هنا ضرورية لكنها ليست غاية في حد ذاتها . بل هي وسيلة لإكساب المتعلم قدراة ومهارات ثم كفاءات يمكن إستغلالها
2 . الإهتمام بالمتعلم أكثر من المادة المدرسة وجعله هو محور العملية التعلمية من خلال مراعاة إمكاناتها الحقيقية
فبيداغوجيا الإدماج تعتمد على مبدأ إدماج المكتسبات من خلال التعامل مع معطيات الوضعيات المعطاة , واكتساب طرائق في التعامل معها والوصول لحلها .
أهداف المقاربة بالكفاءات ( بداغوجيا الإدماج ) في مناهج الجيل الثاني
إن هذه المقاربة تهتم بثلاثة أهداف رئيسية :
الهدف الأول : يعتبر ما يجب على المتعلم أن يكتسبه عند نهاية الموسم الدراسي من أهم إهتماماتها . بل تفوق أهمية ما يجب على الأستذ تدريسه , فالإهتمام الأكبر ينصب على ما يجب معرفته التلميذ من كفاءات خلال هذا العام الدراسي , ويتم ذالك من خلال نقطتين رئيسيتين .
الأولى : تقديم وضعيات تعلمية للتلميذ ليحاول فهمها وتحليلها والإستنتاج من خلالها .
والنقطة الثانية هي التدرب على هذه الوضعيات من خلال وضعه أمام وضعيات مختلفة ليحاول صياغة المعارف الجديدة وتطبيقها بشكل سليم .
الهدف الثاني : فمن أهداف بداغوجيا الإدماج جعل التلميذ يلمس أهمية هذه المكتسبات المعرفية من خلال معرفة كيفية توظيفها في حياته الواقعية . مما يفتح أمامه شهية التعلم أكثر فيستخدم تعلماته في حل وضعيات لها معنى بالنسبة إليه .
الهدف الثالث : ويتم بعد ذالك تقويم التلميذ من خلال قدرتها على حل وضعيات تشكل مشكلا بالنسبة له , وليس من خلال ما حوصله من معارف التي قد ينساها بسرعة أو لا يحسن إستغلالها في حياتها اليومية .
مفاهيم أساسية مرتبطة ببداغوجيا الإدماج
الكفاءة : ويقصد بها إمكانية المتعلم إستغلال ما لديه من معارف ومكتسبات في سبيل إيجاد حل لوضعيات مطروحة امامه .
الموارد : وهي مجموعة المعارف والمكتسبات والطرق التي اكتسبها المتعلم .
الوضعية : تتشكل من مجموعة التعلمات المحددة , فهي ليست عبارة عن تمرين فقط بل هي مشكلات مركبة .
عائلة الوضعيات : وهي مجموعة من الوضعيات قابلة للتحويل والتبادل بينها , فهذه الوضعيات تثبت مجموعة من الموارد المشتركة .
أنشطة التقويم في بيداغوجيا الإدماج
الهدف النهائي للإدماج هو ترجمة الملمح أو الصورة التي يجب أن يكون عليها المتعلم في سلكه التعلمي من خلال شبكة من الوضعيات التي تتسب بالتعقيد النسبي , ويعتبر التقويم من أهم ما يرفق مراحل إكتساب المعارف والكفاءات . وتتميز المقاربة بالكفاءات في مناهج الجيل الثاني بوجود أنشطة تقويمية إدماجية تعمل على قياس كفاءات المتعلم ومدى قدرته الحقيقية على إدماج موارده المكتسبة لحل وضعيات إدماجية , ويعتمد التقويم هنا على التقدير والقياس والتصحيح والمعالجة من خلال وضعيات مشكل كما قلنا .
طرق التدريس بالمقاربة بالكفاءات في الجيل الثاني
يعتمد هذا الأسلوب على التدريس على طريق الوضعيات . يكون من خلالها المتعلم هو محور التعليم مما يجعل المجال واسعا للتلميذ للتدرب على اكتساب معارف جديدة لوحده , واكتساب طرق ومهارات من خلال التحليل والملاحظة والإستنتاج . ويكون خلال سيرورة هذه العملية دور المعلم فيها هو الدعم والتوجيه فقط في حالة الخطإ والعجز , حين يظهر عجز المتعلمين على إيجاد حل للمشكلة التي أمامهم ولذالك فإن التدريس يقوم على ثلاثة انواع من الوضعيات هي .
1 . التدريس بالوضعية المشكلة ( وضعية الإنطلاق أو الوضعية الأم )
2 . التدريس بوضعيات التجنيد
3 . التدريس بالوضعية التقويمية
ولأن تطبيق هذا الشكل من التدريس قد تعترضه مشاكل عديدة وصعوبة أهمها .
أ/ على مستوى تكوين المعلمين : فعلى المعلم أن يأخذ ثلاثة كفاءات أساسية في حسبانه .
- الكفاءة المعرفية : بحيث يجب أن يكون متمكنا بالمعارف التي يدرسها , والإحاطة بها على حسب متطلبات المنهاج الدراسي للمادة .
- الكفاءة البيداغوجية : فيحسن إختيار الطرق المناسبة في كيفية إيصال المعارف للتلاميذ , فيراعي قدرات التلاميذ ومستوياتهم ويكون ذالك بتخطيط محكم لإرساء المعارف لدى التلميذ .
- القدرة على البحث والتكوين الذاتي , ويعتبر التكوين الذاتي أمر مهم وخاصة في ظل التطور الكبير الذي نعيشه وذالك ليكتسب القدرة لمواجهة المشاكل التربوية .
ب/ على مستوى التقويم : ويعتبر تقويم مكتسبات المتعلم وكفاءاته والقدرة على إستثمارها في حل مشاكل مركبة من عنصرا مهما في مناهج الجيل الثاني , فمن خلاله يمكن الحكم على بلوغ الهدف مع المتعلم أم لا .