أنواع الوضعيات التعلمية في مناهج الجيل الثاني 2G
طريقة التدريس بالمقاربة بالكفاءات في مناهج الجيل الثاني 2G تعتمد على الوضعيات . وقد يستشكل المعلمم فهم أنواع هذه الوضعيات في التدريس , فسنقوم يتبيين أنواعها والأسس التي تقوم عليها وكيف يحضرها المدرس .أنوع الوضعيات في الجيل الثاني .
أنواع الوضعيات في مناهج الجيل الثاني |
يقصد بالوضعية تلك المواقف المحيرة لدى المتعلم , والتي تحتوي على جملة من الصعوبات والمشكلات, بحيث لا يمتلك في نظرته الأولية حلا واضحا وجاهزا لها , مما يستدعي منه تجنيد بعض معارفه للوصول للحل وتخطي عقبات الوضعية . والهدف من ذالك كله هو معرفة مدى تمكن التلميذ من الكفاءات والمهارات التي اكتسبها خلال مراحل تعلمه , وفي مناهج الجيل الثاني 2G أنواع ثلاثة من الوضعيات التي يصادفها التلميذ لكل منها ميزاتها وأهدافها .
أولا : الوضعية الأم أو الوضعية الإنطلاقية
هذا النوع يطلق عليه أيضا تسمية وضعيات لبناء المعارف والتعلمات , فإنه يقصد من هذه الوضعيات أثناء وضعها أمام التلميذ الوصول من خلال حلها إلى مجموعة من المعارف الجديدة , أو صياغة تعريف ما , أو الإجابة على تساؤل ما . وذالك من خلال تكليف المتعلم بإنجاز مهمات وفق خطة منهجية يضعها المدرس .
فهذه الوضعية هي أساس كل الوضعيات الأخرى والهدف منها بناء وتطوير الكفاءات . وتعرض الوضعية الإنطلاقية في بداية المقطع التعلمي . ولا بد أن تكون شاملة لموارد المقطع وكفاءاته وأهدافه بحسب الإمكان . ولا بد أن تكون أيضا كاللغز يُطرح على المتعلم , فلا يمكنه حلها إلا باكتساب معارف جديدة من خلال وضعيات جزئية أخرى يأخذها أثناء سيرورة التعليم .
فهذا النوع يشكل نقطة إنطلاق في سيرورة البحث . فالمتعلم هو من يدرك طريقة الحل من خلال إستعمال الموارد المعرفية السابقة ليكتسب موارد معرفية جديدة . فهي تجعل المتعلم في صراع فكري وعقلي لأن حلها غير جاهز وليس لديه ما يكفيه من معارف لحلها وتكون سيرورة هذه الوضعية بالمراحل التالية .
أ/ مرحلة التحضير : وتكون عند بداية التعليم , وتسم بالتشويق وطرح الإشكال وإيقاض دافع البحث عن إيجاد مخرج من الإشكال المطروح .
ب/ مرحلة الإنجاز : ويتم أثناء سيرورة الفعل التعلمي من خلال البحث والمناقشة واكتساب تصورات ومعارف وكفاءات جديدة تساعد على حل الوضعية الأم .
ج/ مرحلة الإستثمار : وتكون عند إنتهاء سيرورة التعليم فيقوم المتعلم بإيجاد حل لهذا الإشكال بإرشادات المعلم .
وتأخذ الوضعية الإنطلاقية عدة أشكال , فقد تكون عبارة عن عملية حل مشكلات , أو تكون عبارة عن دراسة حالة بحيث تقترح مشكلة حقيقية أو وهمية أو عن طريق عرض مشروع سواء أكان العمل فيه فرديا أو جماعيا , وقد تأخذ بعدا من النقاش الجماعي المثمر , فيدافع كل واحد عن تصوراته ومقترحاته للحل , وقد يأخذ حلها قالب حواري يبدي فيه المتعلمون آراءهم الشخصية .
ثانيا : الوضعية الإدماجية أو وضعيات لتعليم التجنيد
الوضعيات الإدماجية من حيث تكوينها تتميز بالتركيب بحيث يتطلب من المتعلم توظيف معارف وكفاءات مختلفة لحلها . وتحتوي على معلومات أساسية تستخدم في إيجاد الحل كما تحتوي على معلومات تضليلية ليس لها دور في حلها , فدورها التشويش على المتعلم فحسب ويتم التعامل مع هذه الوضعيات من خلال مراحل متعددة .
أ/ مرحلة الإستكشاف : وفيها يتأكد المدرس من مدى فهم التلاميذ لكل مفردات ومفاهيم الوضعية , ويشجعهم على توضيحها .
ب/ مرحلة تحديد المشكل : وفي هذه المرحلة يقوم المعلم بمساعدة التلاميذ على تحديد المشكل من خلال مدارسة الوضعية معهم والإستماع لإقتراحاتهم ومناقشتها .
ج/ مرحلة التخطيط : ويتم في هذه المرحلة تشجيع التلاميذ على محاولة ربط الأسئلة المطروحة في الوضعية , أو المستخرج منها بالمعطيات الوارد في الوضعية .
د/ مرحلة البحث عن المعلومة : بحيث يتوصل في هذه المرحلة التلاميذ بتوجيه من الأستاذ إلى تحديد الموارد المعرفية التي يمكن إستغلالها لإيجاد حل المشكلة .
ه/ مرحلة تحليل النتائج : وفي هذه المرحلة يشجع التلاميذ على نقاش هذه الموارد المقترحة للحل ليتم غربلتها , ومعرفة الصالح منها لاستعماله .
و/ مرحلة التقويم : يقوم الأستاذ في هذه المرحلة بتشجيع التلاميذ على تقويم حلولهم المقترحة , وتصحيح طرائقهم المتبعة في الحل .
ثالثا : الوضعية التقويمية
المعرواف أن التقويم جزء لا ينفك عن سيرورة التعليم بكل مراحلة , ولا يعتبر التقويم مجالا للنقد فحسب , بل هو تعديل وإصلاح للعيوب التي قد تخلفها مرحلة التعليم .
إن هناك فرقا بين التقويم والوضعية التقويمية , فالتقويم كما قلنا يصاحب كل مراحل التعليم , وأما الوضعية التقويمية فتأتي عقب الوضعية الإدماجية , وتكون مهمتها قياس مدى إستيعاب المتعلم للمكتسبات الجديدة , ومدى حسن توظيفها لحل المشكلات المقترحة . فهي شبيهة بالوضعية الإدماجية من هذه الناحية , إلا انها تختلف عنها من حيث الهدف .
فالوضعية الإدماجية هي تعليم للمتعلم كيفية إدماج معارفه , وأما الوضعية التقويمية فهي إختبار لمدى تحكم المتعلم في هذه المعارف , وإدماجها , وتمتاز هذه الوضعية بكونها من نفس عائلة الوضعية الإنطلاقية . وهي نوعان بسيطة ويستحسن البدء بها , ومركبة تحتوي على عدة معطيات , ويستحسن أن تكون بعد الوضعية البسيطة .
وهذه أهم الفروق بين الوضعيات البسيطة والوضعيات المركبة :
- في الوضعيات البسيطة تكون المهمة واحدة , بينما في الوضعية المركبة تكون المهام متعددة .
- في الوضعيات البسيطة تكون المعطيات والصعوبات والمراحل كلها محدودة , أما في الوضعيات المركبة فلا تكون محدودة وتقتضي تجنيد العديد من الموارد التعلمية .
- في الوضعيات البسيطة التجريد فيها يكون قليلا , بخلاف الوضعيات المركبة فالتجريد يكون فيها عال .