حمل وتعرف على كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب محمد عويضة
هذا الكتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ذو أهمية كبرى للفرد المسلم عامة , وللأئمة والدعاة والوعاظ خاصة , لقد عالج الكتاب ثلاث محاور مهمة في التربية الإسلامية السليمة .
تحميل كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب
أهمية موضوع الكتاب ومنهج مؤلفه .
يهتم هذا الكتاب بموضوع التزكية , وللتزكية قيمة عظمى في التربية الإسلامية , فالإلتزام الديني يقوم على ركيزتين العلم والتزكية , وقد قرن الله عز وجل بينهما في كتابه فقال (( ويزيكهم ويعلمهم )) , كما أنه جعل سبب الفلاح هو التزكية فقال (( قد أفلح من زكاها )) .
فكم يحتاج المسلم إلى الرقائق والمواعظ خاصة في زمن كثرت فيه الفتن وقست فيه القلوب , فتن كقطع الليل في مجتمعات طغت فيه الماديات والدعوات للإنحلال والتخلص من ربقة الدين , هذه الرقائق التي يحويها هذا الكتاب من شأنها أن تكون زادا لكل مسلم , ووقودا دافعا للقلوب فالله عز وجل ذكر بالجنة والنار ثم شرع الأحكام بعد أن زكت النفوس وصفى القلوب , فاستعد لقبول الأحكام .
إن العمل الذي قام به المؤلف عمل عظيم فقد جاء كتابه (( فصل الخطاب )) في عشرة أجزاء , فهو موسوعة حقيقية في بابه هذا , لقد جمع المؤلف مادته من أهم ما كتب في مبدان الزهد زالرقائق والآداب , واعتمد على علماء فحول مما كتب في هذه المواضيع , فكان مما اعتمد عليه من مصادر كتاب الماوردي أدب الدنيا والدين , والآداب الشرعية لابن مفلح , وزاد المعاد ومدارج السالكين لابن القيم , وكتاب الإحياء لأبي حامد الغزالي , وغيرها مما قد اشتهر في هذا الميدان .
وأيضا مما تميز به كتابه هذا أنه يعزوا الأحاديث إلى مصادرها , متحريا أن تكون صحيحة معتمدا على تحقيقات العلامة الألباني , وهذه ميزة قل أن تجدها في كتب التزكية والسلوك والآداب عامة .
محتويات الكتاب ونماذج منه .
قسم المؤلف كتابه (( فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب )) إلى ثلاث كتب رئيسية كما يظهر جليا من العنوان , فبدأ بكتاب الزهد ثم ثنى بكتاب الرقائق وختمهما بكتاب الآداب .
أهم محتويات كتاب الزهد
قسم المؤلف كتاب الزهد لأبواب عدة , بدأها بالحديث عن الدنيا والموت , ففي حديثه عن الدنيا تحدث عن حقيقتها والتنافس حولها والركون إليها , وذمها وزوالها وأقسام الناس في حبها , وأخيرا ذكر أضرار حبها .
ثم انتقل بعد ذالك للحديث عن الموت , فتحدث عن حقيقته وفوائد ذكره , ثم تكلم عن سكراته وختم حديثه عن الموت بذكر أسباب حسن الخاتمة وصورها وأسبابها .
فكانت هذه المواضيع بمثابة مدخل للحديث عن الزهد , فبعدها عقد أبوابا عدة حول الزهد , فبدأ بتعريفه فلم يذكر المعنى اللغوي على عادة المصنفات الدينية , فالكتاب وعظي لم يسلك فيه أسلوب التآليف الآكاديمية .
ذكر المصنف تعريف الزهد وأمثلة من كلام السلف والأئمة عنه , وجعل حاصل ما قالوه في تعريفه أنه عدم الرغية في الدنيا وخلو القلب من التعلق بها .ثم قال أن تعريف شيخ الإسلام للزهد هو أجمع تعريف فقد جعله (( ترك ما لا ينفع في الآخرة )) .
وفي باب بعد هذا عقده تحت عنوان حقيقة الزهد , أورد فيه حديثا ليبين حقيقته ففي صحيح ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إذا قمت في صلاتك فَصَلِ صلاةَ مُوَدِّعٍ و لا تكلم بكلام تَعْتَذِرُ منه وأجْمِع اليأس عما في أيدي الناس
ثم أورد بعده آحاديث أخرى مبينا أن الزهد ليسا انقطاعا عن الدنيا والتكسب , بل هو امتلاك المال في اليد دون القلب . وذكر أمثلة من أغنياء الصحابة رضي الله عنهم فهم سادات الزاهدين . ثم أكثر من كلام العلماء المتقين والزاهدين الأوائل الذين لم يتلبسوا ببدعة .
ثم تحدث عن درجات الزهد فنقل كلاما لبعض العلماء ختمه بكلام الإمام الغزالي الذي نقله من كتابه الإحياء , ثم تحدث عن حكم الزهد , وفي باب يليه تحدث عن فضائله ذاكرا حاجة الناس إليه , وفي أبواب أخرى ذكر خصاله وعلاماته , ومتعلقاته . ثم ختم كلامه عن الزهد بالأسباب المعينة عليه , فعدها عشرة أسباب قام بشرحها وبيانها وهي :
- التأمل في حقيقة الدنيا .
- التأمل في الآخرة وما فيه من نعيم وعذاب .
- الإكثار من ذكر الموت .
- مرافقة الجنائز وحضورها .
- التفرغ للآخرة وملأ الأوقات بالذكر والطاعات .
- تقديم مصالح الدين على مصالح الدنيا .
- الإكثار من الصدق والإنفاق .
- الجلوس مع من يذكرونه بالاخرة وهجران من يذكرونه بالدنيا .
- الإقلال من النوم والمزاح والضحك , وأكل الطعام وشرب الشراب .
- مطالعة سير السلف والصالحين , وقراءة السيرة وحياة أصحاب رسول الله .
أهم محتوايات كتاب الرقائق
بدأ هذا الجزء من كتابه (( فصل الخطاب )) بالحديث عن ماهية الرقائق , فذكر أنها كل ما يجعل القلب رقيقا كالمواعظ وغيرها , ثم ذكر أسباب كلامه عنها وحاجة المؤمن للرقائق , ثم تحدث في باب العناية بالرقائق عن عناية رسول الله بما يرقق قلوب أصحابه حنظلة بن الربيع الذي في صحيح مسلم , وذكر أيضا حديث جندب في صحيح ابن ماجة وفيه :
كنا مع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونحن فتيانٌ حزَاوِرَة، فتعلمنا الإيمانَ قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآنَ فازددنا به إيمانا
ثم انتقل المؤلف للحديث عما يحجب العبد عن ربه , فذكر انها عشرة حجب ذكرها مجملة ثم قام بتفصيلها , فكان كلامه هذا مقدمة للدخول في الرقائق .
بدأ حديثه عن الرقائق بذكر الشرطين المعروفين لقبول العمل وهما الإخلاص وموافقة الشرع , ثم تحدث عن الموت والإستعداد له وساعة الإحتضار , ثم غسل الميت وأهوال القبور وحال أصحابها , ثم تحدث عن القيامة الكبرى علاماتها وأهم ما يجري فيها من نصب للموازين وورود لحوض النبي صلى الله عليه وسلم .
إنتقل المؤلف بعد ذالك للحديث عن الجنة والترغيب فيها , والحديث عن النار والترهيب منها , كما تحدث عن الدنيا وضرورة معرفة حقيقتها وحال المؤمن فيها . وتحدث عن البكاء من خشية الله وذم المعاصي والهوى والشهوات .
إنتقل المؤلف بعد ذالك للحديث عن كيد الشيطان وكيف ينجوا العبد منه , ثم أخذ في الحديث عن الأعمال الصالحة وحفظ الأوقات وتزكية النفوس , وختم حديثه عن الرقائق بذكر غربة الدين وغربة أهله .
أهم محتويات كتاب الآداب
هذا الباب من كتاب (( فصل الخطاب )) هو الباب الثالث : وقد خصصه للكلام على الآداب الشرعية , فبدأ حديثه عن فضل الآداب والأخلاق واهتمام السلف بذالك وأنهم كانوا يقدمون الأدب على العلم , وقد نقل جملة من أقوالهم من ذالك قول عباد الله بن المبارك
لَا يَنْبُلُ الرَّجُلُ بِنَوْعٍ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يُزَيِّنْ عَمَلَهُ بِالْأَدَبِ
ثم ذكر كلام ابن القيم عن الأدب منقولا من كتابه مدارج السالكين , والآداب كثيرة اقتصر فيها على ما يراه أكثر أهمية , بدأ المؤلف هذا الكتاب بتعريف الأدب على عادته في كل باب , ولكن دون أن يلتزم كما قلنا بالأساليب الأكاديمية لأن الكتاب وعظي بالدرجة الأولى .
قسم المؤلف هذا الكتاب إلى أبواب معتمدا على تقسيم كتاب (( أدب الدنيا والدين )) للماوردي , فكانت الأبواب خمسا هي :
- فضل العقل وذم الهوى : فقد خصصه للحديث عن الجزئيتين العقل والهوى
- أدب العلم : تحدث فيه عن تعريف العلم وأهميته وحكمه ثم ختمه بآداب طالب العلم , واعتمد في هذا على كتاب (( حلية طالب العلم )) للشيخ بكر أبو زيد , فقد ذكر إحدى عشر أدبا سردها مجملة ثم قام بتفصيله , وقد أخذ في الحديث عن آداب العالم , ثم ختم هذا البا عن فضل بعض العلوم كعلم التوحيد وعلوم القرآن والسنة وعلم الفقه وعلم الآداب .
- أدب الدين : تحدث فيه عن جملة من الأشياء , منها التكليف والمحرمات والطاعات .
- أدب الدنيا : تحدث فيه عن ذمها وذم التنافس عليها وأضرار حبها , ختم حديثه عن صلاحها .
- أدب النفس : وفي هذا الباب ذكر جملة من الأخلاق والآداب , كآداب الطعام والشراب والنوم والمشي والمسجد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمعاشرة , فكانت تسعة عشر أدبا تحدث عنه .