recent
أخبار ساخنة

تخريج وشرح حديث أمرت أن أقاتل الناس من الأربعين النووية

الصفحة الرئيسية

تخريج وشرح حديث أمرت أن أقاتل الناس من الأربعين النووية


عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ وَيُقِيْمُوْا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى ) رواه البخاري ومسلم .

فوائد حديث أمرت أن أقاتل الناس
شرح وتخريج حديث أمرت أن أقاتل الناس

تخريج حديث أمرت أن أقاتل الناس 


هذا الحديث متواتر عن جماعة من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد روي عن أنس وابن عمر وأبي هريرة ، وجابر، وأبو بكر، وعمر، وجرير، وسهل بن سعد، وأبو بكرة، وأبو مالك الأشجعي، وعياض الأنصاري، والنعمان بن بشير، وسمرة بن جندب، ومعاذ وأوس بن أوس، ورجل من بلقين، وابن عباس .


وقد روي الحديث بعدة ألفاظ ففي " صحيح البخاري " من رواية أنس بلفظ (( وصلوا صلاتنا ، واستقبلوا قبلتنا ، وأكلوا ذبيحتنا ، فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها )) , وعند الإمام أحمد من حديث معاذ بن جبل بلفظ (( إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله عز وجل )) . وخرجه مسلم أيضا من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه بزيادة في آخره (( ثم قرأ ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) . )) , وفي رواية أبي مالك الأشجعي ، عن أبيه بلفظ (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل ))

شرح ألفاظ حديث  


قوله (( أُمِرْتُ )) هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والآمر هو الله عز وجل . قوله (( أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى )) فلفظ حتى للغاية فالقتال ينتهي بهذه الغاية وهي قولهم لا إله إلا الله , وهناك فرق بين القتال والقتل .


فالمقاتلة أن يسعى للجهاد وتكون بين طرفين , وأما القتال فأن يقتل شخصا بعينه , وليس كل من جازت مقاتلته جاز قتله , فالقتل أضيق من المقاتلة .

قوله (( يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ )) أي حتى يقروا بأن الله هو المستحق وحده للعبادة , وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله , والشهادتين متلازمتين .

قوله (( وَيُقِيْمُوْا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ )) أي يؤدوا الصلاة ويحافظوا عليه ويعطوا الزكاة لمستحقيها .

قوله (( فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ )) أي شهدوا الشهادتين وأقاموا الصلاة وأعطوا الزكاة فقد حفظوا دماءهم وعصموها .

قوله (( إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى  )) وحق الإسلام الذي يفك العصمة ويبيح الدم هم قاتل النفس والمرتد والثيب الزاني , والطائفة الممتنعة عن الواجبات الظاهرة .

حكم قتال الطائفة الممتنعة

دل الحديث أن مجرد النطق بالشهادتين كاف في الدخول في الإسلام , فإذا شهد الكافر بالشهادتين فقد أصبح مسلما يلزم بعد ذالك بشرائع الإسلام الأخرى كالصلاة والزكاة , فإن امتنع بعد ذالك عن أحد هذه الشرائع الظاهرة فإن كانوا جماعة قوتلوا . وبهذا الحديث إحتج أبو بكر رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة . 

وليس معنى الحديث أن الكافر يقاتل حتى يأتي بالشهادتين ويلتزم الصلاة والزكاة , فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم على خلاف هذا , بل الواجب قتال من قاتل المسلمين أو وقف ضد دعوة الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله , فإن لم يقف أمام دعوة الناس للإسلام ولم يقاتل فلا يقاتل .

فوائد من حديث أمرت أن أقاتل الناس 

  • قوله (( أمرت )) فيه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد مأمور كغيره من العباد إلا أن الله خصه بالرسالة والتبليغ .
  • الأمر بالقتال في الحديث للوجوب لأن هذا فيه استباحة محرّم ، واستباحة المحرّم لاتكون إلا لإقامة واجب.
  • وجوب شهادة أن لا إله إلا الله بالقلب واللسان .
  • نحن مكلفون بالأخذ بظواهر الناس , فإن شهد بلسانه ولا ندري عما في قلبه أخذنا بظاهره ووكلنا أمره لله , ووجب الكفّ عنه ولا يجوز إتهامه .
  • وجوب إقامة الصلاة وتأدية الزكاة ، فمن امتنع عن الصلاة أو الزكاة لم يحرم قتاله ، وقد قال الفقهاء - رحمهم الله - يُقاتَل أهل بلد تركوا الأذان والإقامة وإن صلوا، لأنهما من شعائر الدين الظاهرة .
  • حساب الخلق على الله عز وجل وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكلف بحسابهم بل هو مبلغ فحسب .
google-playkhamsatmostaqltradent