نظرية التطور بشكل بسيط نشأتها مرتكزاتها لماذا الإهتمام بها
نظرية التطور أو نظرية النشوء والإرتقاء أبرز نظرية علمية يرتكز عليها الإلحاد في العصر الحديث , وقد أحيطت بجملة من الإدعاءات الكثيرة فجعلها البعض كأنها حقيقة علمية , والبعض ادعى أنها مثبتة تجريبيا , وفي كل مرة تتعرض النظرية لمأزق علمي فيبحث أنصارها عن مخرج .
نظرية دارووين في النشوء والإرتقاء |
لمحة تاريخية عن ظهور نظرية داروين في التطور
يبدوا أن جواب سؤال كيف بدأت الحياة على سطح الأرض قد شغل الإنسان منذ عهود قديمة , وقد عجز عن الإجابة عنها قديما وحديثا في ظل تغييبه للهداية الربانية , وقد حاولت عدة فلسفات قديمة تفسير نشأة الحياة لكن دون جدوى , فهي لا تثبت أمام تطور العلم واكتشافاته وتلتقي هذه النظريات في مجملها على إبعاد فكرة الخالق .
من هذه النظريات ما يعرف بنظرية التطور , تقوم هذه النظرية على ركيزتين إثنتين الصدفة والإنتخاب الطبيعي , ومحاولة تفسير الحياة بالتطور المرتكز على مجرد الصدفة قديم يعود إلى عهد الإغريق .
ولكن هذه نظرية التطور بثوبه الحديث تعود بداية ظهورها إلى القرن 18 ميلادي على يد داروين الذي يذكر أنه وأثناء جولته السياحية في بعض بلدان العالم , وتأمله في الحياة الطبيعية وما فيها من عجائب وأسرار , أخذت الفكرة تراوده ولكنها لم تتبلور إلا بعد قراءته لبحث وضعه إقتصادي إنجليزي حول التزايد السكاني , وخلص فيه أن الحياة عبارة عن صراع .
ومن خلال هذه الفكرة توصل داروين إلى فكرة الإنتخاب الطبيعي , وهو الأساس الثاني الذي تقوم عليه هذه النظرية , ويعتقد داروين أن الإنتخاب الطبيعي يقوم بإزالة الضعفاء من الوجود وإبقاء الأقوى .
ولم يكن الرجل واثقا من هذه التصورات حتى أرسل إليه شاب باحث من علماء الأحياء دراسة سماها (( تكامل الأنواع الموجودة من الأشكال البدائية للحياة نتيجة التطور )) , فأعطت هذه الرسالة دفعة قوية لداروين فألف كتابه (( أصل الأنواع )) .
الأسس التي ترتكز عليها نظرية التطور
ترتكز نظرية النشوء والإرتقاء عند داروين على ما مر ذكره , الإنتخاب الطبيعي والصدفة وقد فسر التطور الحاصل بسلسلة من الصدف المتتالية .
فحدوث الأحياء عنده ما هو إلا نتيجة الصدفة والظروف المختلفة الموجودة في الحياة , فالأقوياء يبقى جنسهم ويورثون صفاتهم لأبنائهم وأحفادهم , والضعفاء يضمحلون ولا يثبتون أمام هذا الصراع حسب قانون الإنتخاب الطبيعي , ولم يرضي هذا التفسير بعض العلماء إذ القول أن البقاء للقوي وأن الضعيف مصيره الزوال مجرد دعوة لا دليل عليها لا من علم ولا منطق .
لقد صادف القول بالإنتخاب الطبيعي ميولا لدى هؤلاء فقبله أصحابه , فالواقع يكذب هذا المبدأ فإن الكثير من المخلوقات المختلفة ضعفا وقوة والتي أحيانا من نفس النوع تعيش في نفس البيئة بحسب ما يناسب طبيعة أعضائها .
فأنصار نظرية داروين يقولون أن الحيوان أراد أن يبصر فتشكلت فيه عينان , ومعارضوها يقولون إن الحيوان يبصر لأن له عينان , فالأعضاء عند الداروينيين تتشكل نتيجة ظروف حياة المخلوق , وعند معارضوهم فإن ظروف حياة الحيوان تتشكل حسب نوعية اعضائها ووظائفها .
إن الشئ الذي وقف سدا منيعا ضد هذه النظرية هي الخلية , إذ السؤال الذي حيرهم كيف تشكلت الخلية وفق مبادئ هذه النظرية في تلك السلسلة من التطورات الحاصلة , وأما إذا انتقلنا لبعض ما تحويه الخلية فالأمر أيضا مصدر إشكالات عندهم .
إن جزيئة ADN مثلا لو سألتهم كيف تشكلت الشفرات فيها , وكيف تغيرت فلا يجدون جوابا , وقد اعترف بعض علمائهم واعتبر أن الخلية هي الركن الأسود في هذه النظرية .
فالإنتخاب الطبيعي قد عاجز عن تفسير الكثير من الأشياء , وأما الصدفة فعالم الإحتمالات لا يدع لها مجالا للبروز , فإن إحتمال تشكل بروتين واحد فقط هو واحد من 10 قوة 161 , وأبسط كائن حي يتكون على الأقل من 239 بروتينا , فإذا كان كل بروتينا منه إحتمال تشكله هو ما مر , فما هو إحتمال تشكل هذا الكائن , فهذا العالم المتناهي في الدقة والمحكم نظاما لا مجال فيه للصدفة أبدا .
نظرية تبحث عن دليل
التطور حسب نظرية داروين يتم عن طريق الصدفة , والتطور عند لاماراك يحدث إستجابة لحاجات الأحياء ولأن النظرية ظلت عاجزة ومليئة بالثغرات , فقد أحدثوا ما أسموه بالطفرة .
فكرة الطفرة عندهم هي عملية تغيرات في شفرات DNA عن طريق الخطإ الذي يكون مبعثه الظروف الطبيعية كالأشعة , أو عن طريق الصدفة ولكن الذي أثبتته التجارب ان العبث بهذا الجزيئ يؤدي لآثار سلبية على الكائن ولا يحسن من قدراته فيجعله أقوى , بل ينقله للضعف والمرض .
فالطفرة في حقيقتها ما هي إلا محاولة ترقيعية يائسة , فبدلا من أن تبنى هذه النظرية على مقدمات علمية ليصلوا لنتائج , قاموا بالتسليم بها كنتيجة ثم أخذوا يبحثون عن أدلتها ومقدماتها , وفي كل مرة يحاولون سد ثغرة إلا وظهرت ثغرات أخرى وياليت هذه التفسيرات قامت على أدلة علمية بل هي مجرد تخمينات فحسب .
نظرية دارويين نظرية تبحث عن دليل |
لماذا تقبل هذه النظرية مع كل هذه الإنتقادات وقلة الأدلة
الكثير ممن يسأل هذا السؤال يعتقد أن نظرية دارويين قانونا علميا بينما ما هي إلا عبارة عن إعتقادات فقط , فهؤلاء يريدون بشتى الطرق نفي فكرة الخالق في تفسير الكون , وهذه النظرية أتبع أصحابها أسلوب الدعاية وليس الطرق العلمية فمن أبرز أساليب الدعاية المعتمدة عندهم .
- إهمال الأدلة المناقضة لهذه النظرية فهناك إنتقائية واضحة عندهم .
- إتهام المعارضين لها بالرجعية والتعصب أصحاب بواعث دينية .
- لا مجال للنقاش فيها فهم يعتمدون أسلوب العرض والتقديم فقط .
- إعتمادهم على شعارات جوفاء لا دليل عليها فهي مجرد دعاوى كالإنتخاب الطبيعي .
- خلق عدو لهم ورمي كل معارض بذالك الوصف فالعدو عندهم هو الأوساط الدينية