recent
أخبار ساخنة

الأحزاب السياسية مفهومها أسسها مبرراتها صورها

الصفحة الرئيسية

الأحزاب السياسية مفهومها أسسها مبرراتها صورها 


يعود ظهور الأحزاب السياسية إلى حدود سنة 1850م , وكان لظهورها عوامل متنوعة أبرزها الصراع الحادث بين رجال الفكر والكنيسة , فاعتنق الفكر السياسي الأوروبي مبدأ سيادة الأمة ليكون اختيار الأغلبية لجماعة يجعلها مخولة لإدارة شؤون البلاد , ثم تطور هذا المفهوم شيئا فشيئا حتى أصبح لها أسس ومعايير ووظائف في المجتمع وفي الدولة .
الأحزاب السياسية مفهومها أسسها مبرراتها صورها
الأحزاب السياسية مفهومها أسسها مبرراتها صورها

مفهوم الحزب السياسي


يطلق الحزب في اللغة على أي تجمع مهما كان هدفه ومهما كانت طبيعته , أما كمصطلح سياسي فالحزب ظاهرة سياسية , لذالك إستعصى تحديد مفهوم موحد له لدى المختصين , فكانت آراءهم مختلفة تبعا لاختلاف نظرتهم لطبيعة الحزب .

فالفكر الليبرالي يركز في تعريفه للحزب على الجانب العملي له والهدف النهائي له في البلوغ للسلطة فهو يركز على المشروع السياسي للحزب .

وأما الفكر الماركسي والإشتراكي فيركز في تعريفه على طبيعة أفراد هذا الحزب , أي الطبقة الإجتماعية لأفراد الحزب فهو حزب ذو طابع طبقي , وأعضاء الحزب هي طليعة تمثل طبقة ما في المجتمع  , وأشهر الطبقات التي تقوم عليها الأحزاب الإشتراكية هي طبقة العمال .

فالملاحظ بشكل عام أن تحديد مفهوم الحزب يرتكز على أحد الجانبين إما الطابع الإيديولوجي , وإما الطابع الوظيفي لذا فيمكن القول أن التعريف الجامع لمفهوم الحزب هو أنه تنظيم يضم أفرادا لهم نفس التوجه السياسي يسعون للوصول للسلطة بغية تنفيذ رؤيتهم السياسية أو على الأقل التأثير في النظام السياسي القائم .

حينها يمكن القول أن العناصر الأساسية لقيام أي حزب سياسي هي : 
  • الإيديولوجيا أو ما يسى بمبادئ الحزب الأساسية وهذا العامل عامل توحيد وجعل الحزب كتلة واحدة , فالمنتمي لحزب ما عليه أن يعرف مبادئ حزبه .
  • العنصر التنظيمي فيكون له أفراد على مستوى القمة هم القادة وأفراد على مستوى القاعدة هم المناظلون والمتعاطفون .
  • أن تكون للحزب هدف واضح من وصول للحكم أو تغيير لنظامه أو المشاركة في السلطة , ولا يكون هدفه مجرد الوجود فقط لتقاسم الأدوار أو المصالح الخاصة كما هو الشان في الديمقراطيات المريضة .
  • العمل على كسب الجماهير واستمالتهم لتأييده في الإستحقاقات الإنتخابية أي تكوين قاعدة شعبية .
يمكن القول من خلال هذه الأسس التي يقوم عليها مفهوم الحزب أن العديد مما يسمى أحزابا سياسية في البلدان العربية هي ليست كذالك , فمعظم هذه الأحزاب إما أنه غير مستقل عن الدولة فهو يسير بإيعاز منها , أو انها لا تقوم بأي دور في الحياة السياسية , لوجود عوائق تضعها الدول مما يجعلها تحت سيطرة الدولة أو قد تكون هذه الأحزاب ذات طابع تنظيمي ضعيف .

وظائف ومببرات وجود الأحزاب السياسية


يتزايد دور الأحزاب ومبررات وجودها في المجتمعات منذ نشأتها وإلى اليوم , ويكاد يجمع فقهاء الدستور على ضرورتها لتحقيق الإستقرار في الأنظمة الديمقراطية , وأهم وظائف الأحزاب هي : 
  1. توفر الأحزاب فئة مثقفة وواعية لقيادتها , ومع اتساع قاعدتها الشعبية فإنه يؤدي لإدارة الصراع بين الأفكار والمبادئ سياسيا بعيدا عن العنف والإنقلابات , ويجعل التدوال على السلطة سلميا مما يضمن استقرارا سياسيا في الدول .
  2. المعارضة الواعية والفعالة في ظل هذه الأنظمة ضمان أساسي لمنع الإستبداد والظلم وانتشار الفساد فهي وسيلة للضغط والتغيير , فانتقاد سياسة الحزب الحاكم وتتبع اخطائه يجعل الحزب يحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن الخطإ والفساد .
  3. تعتبر الأحزاب همزة وصل بين الشعب ونوابه ومعه تتم مناقشة المسائل العامة لتحقيق المصالح المرجوة .
  4. ترفع الأحزاب السياسية الواعية من مستوى وعي الشعب وتقوم بتوجيه الرأي العام في قضاياه الأساسية فينتج مجتمع ذو نضج سياسي مقبول .
  5. بواسطة هذه الأحزاب تؤطر الكفاءات والفئات المثقفة وعموم الشعب ليساهموا في الحياة السياسية من ترشح وإنتخاب وغيرها فتقوم بتعبئة سياسية للمجتمع . 

صور التعددية السياسية في النظام الديمقراطي


لقد أصبح مفهوم التعددية السياسية مرتبط كثيرا بالنظام الديمقراطي لدرجة ان هذه الكلمة أصبحت مرادفة لكلمة ديمقراطية . وأما نظام الحزب الواحد فأصبح مرادفا للديكتاتورية فهو يقمع كل معارضة , وتنطلق رؤيته من المنطلق الماركسي للحزب فهو يعتبره تنظيم سياسي لطبقة ما , والجتمع ليس فيه إلا طبقة واحدة , وقد أثبتت التجربة فشل هذا النوع من الأنظمة لما يتخلله من عيوب كثيره . فالتعددية السياسية تقتضي في أقل أحوالها وجود حزبين منافسين مع الإقرار بحق إنشاء الأحزاب ولذالك يمكن تصور حالتين فيها :

1 . نظام الحزبين : أو ما يعرف بنظام الثنائية الحزبية وهو نظام يتواجد فيها حزبين كبيرين يتناوبان على الحكم مع وجود أحزاب صغيرة مجهرية ليس لها دور ولا تأثير في الحياة السياسية , فالسيطرة دائما بين حزبين ومن نماذجه ما هو موجود في الولايات المتحدة وفي بعض الدول الأوروبية كبريطانيا وفرنسا وإيرلندا . ويعتبر بعض السياسيين أن هذا النظام هو من أهم أسباب نجاح الأنظمة الديمقراطية , فمن أهم مميزاته : 
  •  الحكومة تكون فيه متجانسة لأنها تتشكل من حزب واحد , ولا تحتاج لتحالفات مما يفضي للإستقرار ويتيح لها تنفيذ وعودها وبرنامجها .
  • المعارضة فيها غالبا ما تكون متوازنة في النقد وتوجيه الرأي العام , لأنها قد تصل للسلطة وتمارس ضدها نفس الممارسات .
1 . نظام تعدد الأحزاب : فهو نظام يقوم على أكثر من حزبين مع تمتع حزب واحد بالسلطة , وتعود نشأة هذا النظام لعوامل كثيرة منها التعدد الفكري والعرقي في المجتمع  . وفي هذا النوع من النظام تتشكل الحكومة من تحالفات حزبية فالحكومة فيه غالبا ما تكون غير متجانسة والخلافات سرعان ما تظهر فيها فتتعاقب فيه حكومات كثيرة , وتكثر في هذا النوع التحالفات والدسائس والمزايدة والمبالغة في الوعود الإنتخابية وأيضا المبالغة في انتقاد الدولة .

ومع ذالك فهذا النظام يتميز بتمثيله الكبير لمختلف شرائح المجتمع ويمنع إستبداد الأغلبية الحزبية ويحدث توازنات سياسية , ومع ما فيه من حرية واسعة وتنوع كبير فإن الرقابة على اداء الحكومة يكون شديدا مما يجعلها تجتهد في إرضاء الناخبين .

مهما قيل في مزايا التعددية السياسية فهو لا يخلوا من بعض العيوب كجعل العضو داخل الحزب آلة قد يأخذ رأيا غير مقتنع به تبعا لرأي حزبه , وأيضا فإن الحزب الحاكم يسعى للإنفارد بالسلطة , وتقديم مصلحة الحزب على مصلحة الوطن والغالب في مثل هذه الأنظمة سيطرت أقلية ذات نفوذ على أكثرية لا رأي لها .

والحقيقة أيضا أن عيوب التعددية السياسية كثيرا ما تظهر من سوء فهم أو تقيد بضوابط الحزبية , ولعلى هذا النظام هو خير في كثير من الأحيان من سيطرة الواحد المستبد وحتى أنصار التعددية فإنهم يقرون بوجود عيوب فيها لكن على الدوام يحاولون إصلاح هذا النظام .
google-playkhamsatmostaqltradent