recent
أخبار ساخنة

الحديث العاشر من الأربعين النووية علاقة الدعاء بالكسب الحلال والحرام

الصفحة الرئيسية

الحديث العاشر من الأربعين النووية علاقة الدعاء بالكسب الحلال والحرام


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمنِينَ بمَا أَمَرَ بهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ تَعَالَى : (( يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا)) ، وَقَالَ تَعَالَى : (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ )) "، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟! رَوَاهُ مُسْلِمٌ
فوائد من حديث إن الله تعالى طيب

أهمية الحديث وشرح مفرداته ومعانيه


هذا الحديث عمدة في الحث على الكسب الحلال والنهي عن الكسب الحرام , وقد ذكر الحديث أن من أسباب القبول عند الله عز وجل هو الكسب الحلال , ومن أسباب الرفض والإبعاد الكسب الحرام .

قوله (( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ )) أي طاهر منزه عن النقائص وعما لا يليق به فالله طيب في ذاته وصفاته وأفعاله ولا يصدر منه إلا الطيب , فشرعه طيب وأمره القدري طيب فلا يكون منه إلا طيبا , فالله عز وجل أخبر عن نفسه أنه طيب لكن هل يسمى الطيب , فيه خلاف بين أهل العلم فبعضهم قال الطيب هو من أسمائه سبحانه وتعالى , وبعضهم قال هو ليس من أسمائه والذي ورد في هذا الحديث هو إخبار عنه سبحانه وباب الإخبار أوسع من باب التسمية والوصف .

قوله ((  لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا )) وقد حذف المفعول ليدل على التعميم , والمعنى أن الله لا يقبل إلا الأشياء الطيبة سواء كانت إعتقادات أو أعمالا أو أقوالا . فلا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا له موافقا لشرعه , ولا يقبل من الأقوال إلا الكلم الطيب ولا يقبل من الصدقات إلا ما كان طيبا موردا ومصرفا , قال تعالى (( وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ))  .

وقد دل الشرع أن الطيبات كلها حلال وأن الخبائث كلها حرام , قال تعالى (( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ )) . ومع ذالك فقد يطلق في الشرع على بعض الأشياء خبائث وإن لم تكن محرمة لسبب ما , فقد جاء في الحديث وصف الثوم والبصل بالشجرتين الخبيثتين .

قوله (( وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمنِينَ بمَا أَمَرَ بهِ الْمُرْسَلِينَ )) وفي هذا الكلام تعظيم لما أمر به الله عز وجل عباده من الأكل من الطيبات , فقد أمر أفضل عباده وسادات الناس بابتغاء الطيب . وفيه أيضا تعليه لشأن المؤمنين فهم أهل لأن يأمروا بما أمر به المرسلون .

قوله (( ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ )) إشتمل هذا الكلام على ذكر أربعة أشياء من مقتضيات إجابة الدعاء وهي إطالة السفر , ومد اليد إلى السماء , والتوسل إلى الله , والإلحاح في الدعاء .

وذكر أيضا فيها أربعة أشياء تمنع إجابة الدعاء وهي المطعم الحرام والمشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام .

 من فوائد الحديث العاشر من الأربعين النووية حديث إن الله تعالى طيب 


1 . الله عز وجل طيب في ذاته وأفعاله وصفاته وأحكامه منزه عن النقائص والعيوب 
2 . الله عز وجل غني عن عباده فهو لا يقبل إلا طيبا 
3 . تقسيم الأعمال إلى مقبول ومردود والمقبول منها هو الطيب .
4 . أن الرسل يأمرون وينهون كما يأمر باقي الناس .
5 . إستعمال ما يشجع الناس عن العمل فقد حث عن أكل الطيبات بالتنبيه أن هذا من شأن المرسلين
6 . الأكل من الطيبات أمر به المرسلون وأمر به المؤمنون من غير المرسلين أيضا .
7 . ذم من امتنع عن الطيبات من غير سبب شرعي , فقد كان المرسلون لا يمتنعون عن الطيبات .
8 . تحريم الخبائث .
9 . أكل الحرام من أسباب الإمتناع عن إجابة الدعاء
10 . السفر من أسباب إجابة الدعاء .
11 . رفع اليدين والإلحاح في الدعاء من أسباب الإستجابة .
12 . التحذير الشديد من أكل الحرام والرزق الحرام فهو من أسباب الحرمان والرفض .
google-playkhamsatmostaqltradent