قواعد ترتيب المسائل والأبواب في المؤلفات الأصولية الشيخ مولود السريري
علم الأصول لما استوى على ساقه صارت له ذات مشخصة حقيقية قائمة في الأذهان مرتبة الأبواب والمسائل وفق منهج علمية وقواعد مضبوطة , فتبويب الكتب العلمية لا يكون اعتباطا ولا باختيار المؤلف , بل المضوع يلزم المؤلف باتباع خطوات علمية منهجية .
ترتيب مسائل الأصول تبدأ بقواعد معينة منها
1 . تقديم الكلام على الذات أي ذات الموضوع
2 . تعقيب ذالك بالحديث عن العوارض
3 . تعقيب ذالك بالحديث عن كيفيات العوارض .
4 . تقديم الإثبات على النفي
5 . تقديم الأقوى في الدلالة على الحكم على ما دونه .
هذه قواعد يمضي عليها واضع كتاب علم الأصول وعليها بني منهجه ولذالك يقدمون الكلام على الأمر والنهي لأنه ذات , فالأمر والنهي ذات ومثال العوارض العموم والخصوص لأنها بعد ثبوت الأمر يعرض لهذا عمومه للناس او اختصاصه ببعضهم .فالأمر قد يكون عاما وقد يكون خاصا , أما الكيفيات فهي الإجمال والبيان فالعموم والخصوص تارة يكون مبينا وتارة يكون مجملا , فهم يعتمدون على هذا الترتيب ويكتبون على هذا المنهج .
فهم يقدمون الأمر على النهي لأنهم يقدمون الإثبات على النفي , لأن النهي رفع ولا يرفع إلا ما ثبت والقاعدة أن النفي فرع الإثبات , والقاعدة الأخرى تقديم الأقوى على ما دونه , فيقدمون الكلام على القول على الكلام على الفعل ثم يتبعونه بالإقرار عند حديثهم عن السنة .
فترتيب المسائل وترتيب الأبواب ممنهج وعلى قواعد علمية , ولو توغلت في صورة المؤلفات والجزئيات تجد أن المسألة تخطت هذا النوع من المنهجية إلى الجمل , فتقديم جملة عن الأخرى لا بد أن يكون لنكتة , ولذالك المحشون وأرباب الشرح من جملة ما ينتقدونه الجمل والمسائل .
بل إنهم يلاحظون أيضا إستعمال الحروف , وقد يطول البحث والتوجيه حول وضع الحروف , فقد وصل التأليف لنوع من الدقة والمعايير العلمية بشكل عجيب , وليس هذا في الأصول فحسب بل في الفقه , فقد رتبوا الفقه على حسب حديث بني الإسلام على خمس , ثم ينتقلون لما هو أقرب للعبادات , والمعاملات أيضا مرتبة بطريقة علمية ممنهجة .